المصطلحات الدارجة كثيرا في لغتنا المحلية....
هناك الكثير مما يستوجب التوقف عنده لمعرفة أصله ومصدره.
لن استحضر الكثير من الأمثلة..
ولكنني سأدخل فيما يتعلق بالسيارات - هذه المرة - من باب الخيال.
تمر بنا كلمة - بيكاب - ..أو - بيك أب - ...أو ( big up ).
ربما انني فهمت ما هو قريب من معني الصندوق العالي الكبير.
وقد درج في اللهجة الكويتية - حصرا - تحت اسم ( وانيت )..
وللوانيت قصة...
قام احد كبار الشيوخ بالكويت بادخال اول سيارة بيكاب للكويت
وذلك عام 1918...وهو موديل صنع السيارة ايضا.
فاختصر الكويتيون اسمها في رقم 18 يعني ون ايت .
فشاع اسم وان ايت الى يومنا هذا.
نحن في سوريا لدينا صور طبق الاصل وربما اكثر عمقا.
دخلت الينا تكسي انكليزية الصنع اسمها ( duzotto ).
موديل اربعين وما حولها من سنين.
ربعنا ما يقدرون يلفظون كلمة دوزوتو بسهولة...
فاخترع اهل المياذين اسما قريبا من العربية واسمها الاصلي.
فجاء اسم ( دز وانطز ) ليأخذ مكانه في التسمية ودرج الاسم.
لأنه يجمع بين الاسم والصفة فهي دائما تتوقف وكثيرة الاعطال.
مما يضطر الركاب للنزول ودفعها لاعادة التشغيل من جديد.
وما زالت بقاياها على طريق دير الزور - الميادين .
وهي تخترق الطريق ببطء السلحفاة ..وقد تم تحميل اربعة براميل
مازوت فوق الشمسية بالاضافة الى الركاب داخل السيارة.
في البوكمال - بذلك الوقت - كانت سيدة النقل بلا منازع هي - عفيطة -
هذا الفندق العملاق المتحرك.
تستغرق الرحلة بين البوكمال والدير الى ثلاث ليال سويا.
فالركاب يطبخون داخلها اشهى الوجبات...ومنهم من يغسل ملابسه على الطريق
ومنهم من يشعر بقضاء الحاجة فيطلب من الشفير ان يتوقف.
واذا تم رفض طلبه فانه لا يتردد بالجلوس على باب عفيطة الوراني ليفعلها.
واذا جاء الليل يا ليلى ..فيصعد الركاب الى السطح فهناك مأوى على الهواء الطلق.
وهناك قسم للمواشي....فقد يجلب احد الركاب خمسة خرفان او ماعز.
فيكون طريقه سهلا الى الباب الخلفي لعفيطة فهناك مكان خاص وواسع.
وهناك ايضا مخزن للحبوب والسمسم والقطن.
انها ناقلة وليست عفيطة.
هناك تكسي - صلاح الصحن - سرعة ورفاهية وأمان وفخامة.
يكفي ان تركب بها بعد صلاة الفجر وتنطلق من البوكمال الى دير الزور.
وبكل تأكيد اذا شاء الله ان تصل الى مو حسن قبل الدير ب15 كم تكون
قد أدركت صلاة العشاء جماعة...
وفي عز السهرة تكون بنص الدير.
ولكن بعد ان تكون درجة حرارة المطور صارت 400.
هناك أيضا سيارة - مسلم الزعيتر - وهي غنية عن التعريف.
لم يبقى قطيع أغنام على الطريق بين الدير والبوكمال
الا وقد أكلت كباجيك السيارة جزءا من أغنامه.
ههههههههههههههه
ينزل في مطار الدير قبل نزول طائرة امستردام.
وهناك سيارة - صبحي البورزان - التي مشت على وجه الماء.
ورافقت طريق البوكمال - دير الزور عشرون عاما على الغيار الثاني.
لأن سائقها لم يستخدم الغيار الثالث الذي بقي - بكرا - حتى وفاة السيارة.
موضوع: دز وانطز 
الخميس يوليو 01, 2010 10:13 am
